رواية بقلم نهال عادل
ظل جالسا بغرفة والدته يبكي بحزن علي فراقها إلي أن سمع صوت رنين هاتفه فقام بالرد قائلاألو أيواه يا عمر فيه ايه عمر أيواه يا فهد أنا بكلمك بخصوص اجتماع بكرا مع شركة عامر قصاب. فهد أيواه أيواه فاكر يا عمر مش ناسي متقلقش هحضر أكيد.. فهد شاب في أواخر عقده الثاني تخرج من كلية الهندسه ويقوم بإدارة الشركات التي كانت تمتلكها والدته طويل القامه قمحاوي البشره ذو عينين بنيتين وشعر أسود كظلام الليل له جاذبية خاصه جاد وصارم وانطوائي ليس له أحد بهذا العالم سوي عمر صديقه الوحيد..... ألقي بالهاتف بإهمال ثم قام متجها نحو غرفته ليتابع بعض الأوراق الخاصه بعمله قبل خلوده للنوم.. اسمعي يا ورد الشركه دي ناجحه جدا ومديرها رغم صغر سنه إلا إنه قدر ياكل السوق بجهده واحنا لازم ننهي اجتماع بكره واحنا متفقين علي شراكتهم إنت فاهمه.. ورد بهدؤ حاضر يا بابا اللي حضرته عاوزه هيحصل بإذن الله.. عامر تمام تقدري تروحي أوضتك دلوقتي وترتاحي شويه.. ورد بطاعة حاضر يا فندم بعد إذن حضرتك ثم اقتربت منه مقبلة رأسه وقبل أن تتجه نحو غرفتها سمعت صوته من خلفها قائلا مساء الخير يا عمي مساء الخير يا ورد.. نظرت له ورد بجدية قائلة مساء النور يا شريف.. تحدث والدها قائلا أهلا يا شريف اتأخرت ليه شريف وهو ينظر لورد مفيش يا عمي كان عندي شوية حاجات كدا كنت بخلصها.. عامر ماشي تمام اعمل حسابك متنساش معاد اجتماع بكرا هتحضره مع ورد تمام وإياكم من أي غلط للمره الألف أهوه بحذركم مفهوم يا شريف.. شريف بإبتسامة مفهوم.. مفهوم يا عمي ممكن بعد إذنك أتكلم مع ورد شويه ثم غمز لعمه فأبتسم قائلا تمام خدو راحتكم أنا هطلع أنام.. ورد بجدية خير يا شريف عاوز إيه شريف يعني مش عارفه عاوز إيه يا ورد عاوزك إنتي بحبك ونفسي إنتي كمان تحسي بيا وتديني ولو جزء من إهتماماتك... نظرت له ورد بضيق ثم تركته وهي تزفر بضيق وصعدت بإتجاه غرفتها.. ورد فتاة في منتصف عقدها الثاني تعمل مع والدها بشركته ولا أحد يعلم بأنها ابنته ممن يعملون معها بالشركه سوي شريف ابن عمها وبعض الموظفين القريبين من والدها وهذا بناءا علي طلبها من والدها جادة جدا وعمليه تحظي بعينين زقاوتين بلون السماء وبشرة بيضاء صافية وطفولية أيضا من يراها يظنها فتاة صغيرة لا تتعدي الخامسة عشر من عمرها.. أتي الصباح فقامت لتصلي فرضها وإبدال ملابسها لتجد شريف بإنتظارها فخرجت معه مودعة والديها متمنية أن يوفقها الله بهذا الإجتماع وتستطيع تنفيذ ما أراده منها والدها.. أما عند عمر فكان ينتظره بفارغ الصبر بمكتبه إلي أن دخل إليه قائلا صباح الخير يا عمر.. عمر بإبتسامة صباح النور يا فهد خوفتك تتأخر علي الإجتماع أو متجيش.. نظر له فهد دون أن يتحدث بكلمة واحدة إلي أن دخلت إليهم السكرتيره لتبلغهم بوصول أعضاء شركة قصاب وأنهم يجلسون بإنتظارهم.. فتوجه فهد برفقة عمر ليجدوا شريف يجلس وبجانبه ورد فتحدث عمر قائلا أهلا وسهلا طيب فين عامر بيه.. همت ورد بالتحدث ولكن شريف قاطعها قائلا أنا شريف مدير عام الشركه و ابن أخو عامر بيه.. نظر فهد بإتجاه ورد قائلا بنتك دي ولا ايه أعتقد إن دا اجتماع شغل مش حديقة ولا نادي لحضور الأطفال روحي يا شاطره استني بره لما ننهي إجتماعنا............ نظرت له ورد پغضب شديد وهمت بالرد ولكنها سرعان ما تذكرت تحذيرات والدها بأن لا يحدث أي خطأ يجعلهم يخسرون تعاملهم مع تلك الشركة فتبدلت ملامحها لإبتسامة هادئة وقوية أيضا قائلة شكرا جدا علي مدحك يا مستر فهد رغم إنه فيه نبرة تريقه أو عدم علم بشخصيتي علشان كدا أنا هعتبره مدح أقدملك نفسي أنا ورد رئيسة مجلس الإداره بالشركه والنائبه عن مستر عامر دلوقتي... نظروا لها ثلاثتهم في صدمة وزهول فبالنسبة لعمر وفهد هيا فتاة صغيرة عن كونها تحتل منصبا كهذا في الشركه أما عن شريف فقد صدم من ثباتها وهدوئها الغير معتاد بالنسبة له فقد توقع بأنها ستوبخ
علي كلماته تلك ولكن الرد كان معاكسا تماما لأية استنتاجات... ابتسمت ورد بإنتصار عندما رأت الزهول والإندهاش يملآن وجهي عمر وفهد فتحدثت بهدؤ قائلة نبدأ نتكلم في المهم لو ممكن علشان الوقت.. انتبه فهد لها قائلا هاه آااااه تمام اتفضلي.. تحدثت ورد قائلة شوف يا مستر فهد حضرتك عارف كويس يعني إيه شركة قصاب ومدي شهرتها ونزاهتها كمان صح.. فهد صح وفعلا الجميع بيشهد بسمعتكم الطيبه سواء في التعامل الخاص بالتصنيع أو التوزيع.. وردتمام ورغم كدا مكانش فيه أي نوع من أنواع التكبر أو التعالي من عامر بيه إن الإجتماع يتم في شركتكم بالعكس هو رحب جدا بالفكره وأرسلني أنا للإنابه عنه كمان.. هم فهد بالتحدث فقاطعته قائلة وكون إن حضرته يبعتني للإتفاق مع حضرتك دا تقدير عظيم منه ليكم لأنه كان ممكن يبعت أستاذ شريف للإتفاق وخلاص لكنه إختار أكفأ اتنين عنده في الشركه ودا مش عدم تقدير لحضرتك زي ما كنت ناوي تقول بالعكس دا تقدير عظيم منه لحضرتك بالأخص إن ظروفه الصحيه متسمحش أبدا في الوقت الحالي بالحضور.... ظل ناظرا لها بدهشة وتعجب من طريقتها في االتحدث وهدؤها وأيضا لباقتها فهي لم تكن طفلة أبدا بل هي فتاة ناضجة تعلم جيدا ماذا تفعل وماذا تقول فهي لم تترك له حجة واحدة تتخذ ضدهم فتحدث قائلا ألف سلامة علي عامر بيه وحضراتكم شرفتونا.. ابتسمت ورد قائلةميرسي نتكلم بقي في المهم... مش معقول كدا يا عامر أنا بقيت أحس إن ورد نسيت إنها بنت من كتر ماهي كل تركيزها في الشغل والمناقسات والإجتماعات دا حتي طريقتها في الكلام جاده أوي وحاده مع أي حد تخلي أي حد ېخاف يقرب منها كدا البنت عمرها ما هتتجوز بطريقتها دي وبطريقتك إنت كمان... ابتسم عامر قائلا اهدي يا شمس بنتك مش صغيره ويعتمد عليها ومتنسيش إني معنديش غيرها ولازم تتعلم تحافظ علي مالها كويس أنا صحيا مش تمام الفتره دي وإنتي عارفه ورد محتاجه تكون كدا علشان تقدر تتحمل مسؤلياتها بعد ما أموت... شمس بقلق بعد الشړ عليك يا حبيبي ربنا يباركلنا فيك ويطولنا بعمرك... عامر بإبتسامة عارفه يا شمس وقت ورد طلبت مني تشتغل في الشركه وهيا لسه في الجامعه زييها زيي أي موظفه عاديه في الشركه وبدون ماحد يعرف إنهابنتي استغربتها أوي بس محبتش أزعلها أو بمعني أصح مقدرتش أصلا أقولها لأ وأشوف في وشها الحزن لكنها قدرت تفهمني سبب طلبها دا بالفغل قبل الكلام بإجتهادها واصرارها إنها تتكون صح مكانة ورد في الشركه دلوقتي بجهدها في شغلها وتفوقها فيه مش بمكانتها كبنت صاحب الشركه أبدا وعلي فكره أنا شايف إنها هتفرحنا قريب فيه نظرات اعجاب كدا بينها وبين شريف ابن عمها